الاتحاد الفرنسي لكرة القدم يمنع إيقاف المباريات وقت أذان المغرب في رمضان وانتقادات واسعة
2025-08-28 05:17:52
تصاعدت موجة الانتقادات ضد الاتحاد الفرنسي لكرة القدم بعد قراره المثير للجدل بمنع إيقاف المباريات أثناء أذان المغرب في شهر رمضان المبارك، مما يحرم اللاعبين المسلمين من فرصة الإفطار. وجاء القرار تحت ذريعة “الحفاظ على حيادية كرة القدم”، إلا أنه أثار غضباً واسعاً بين الجماهير واللاعبين على حد سواء.
موقف الاتحاد الفرنسي الصارم
أصدرت لجنة الحكام التابعة للاتحاد الفرنسي تعليمات صارمة للحكام بعدم السماح بأي توقف في المباريات خلال شهر رمضان، حتى لو تزامن ذلك مع وقت الإفطار. وبررت اللجنة قرارها بالتشديد على أن “كرة القدم يجب أن تبقى بعيدة عن أي اعتبارات دينية أو سياسية”، وفقاً لما نقلته شبكة “راديو مونت كارلو” الفرنسية. كما حذرت من أن أي مخالفة لهذه التعليمات قد تعرض الحكام لإجراءات تأديبية أو حتى جنائية.
ردود الأفعال الغاضبة
لم يمر القرار مرور الكرام، حيث عبرت جماهير باريس سان جيرمان عن سخطها خلال مباراة الفريق أمام ليون في الجولة 29 من الدوري الفرنسي. رفع المشجعون لافتة كبيرة في ملعب “حديقة الأمراء” كُتب عليها: “تمرة وكوب من الماء.. كابوس الاتحاد الفرنسي”، في إشارة ساخرة إلى رفض الاتحاد تلبية أبسط احتياجات اللاعبين الصائمين.
كما انضم اللاعب الدولي الفرنسي السابق لوكاس ديني إلى سيل الانتقادات، حيث غرد عبر حسابه على “إنستغرام” قائلاً: “في عام 2023 يمكننا إيقاف المباراة 20 دقيقة لمراجعة قرارات الحكام، ولكن يُمنع ذلك دقيقة واحدة من أجل شرب الماء!”.
مقارنة مع الدوري الإنجليزي
يأتي قرار الاتحاد الفرنسي على النقيض من موقف رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز، التي سمحت للحكام بإيقاف المباريات مؤقتاً لتمكين اللاعبين المسلمين من الإفطار. وهذا التناقض بين الدوريين الأوروبيين الكبيرين أثار تساؤلات حول مدى مراعاة الاتحاد الفرنسي للتنوع الثقافي والديني في فرنسا، التي تضم واحدة من أكبر الجاليات المسلمة في أوروبا.
تداعيات القرار
يتجاوز الجدل حول هذا القرار مجرد كرة القدم، ليطال قيم الجمهورية الفرنسية التي تتبنى مبدأ العلمانية الصارم. ومع ذلك، يرى الكثيرون أن القرار يتناقض مع مبادئ التضامن والإنسانية، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها اللاعبون الصائمون أثناء الأداء البدني المكثف.
في النهاية، يبقى السؤال: هل يمكن التوفيق بين مبدأ الحياد الديني واحترام حقوق اللاعبين المسلمين خلال شهر رمضان؟ بينما يستمر الجدل، يبدو أن الاتحاد الفرنسي قد خسر معركته الأولى في كسب تعاطف الجماهير واللاعبين على حد سواء.
